هل السياره اصبحت مجرد وسيلة نقل أم وسيله ترفيه؟
دعونا نتفق في البدء أن السيارة كانت عند غالبيتنا مجرد وسيلة للانتقال من مكان إلى آخر كانت فقط عبارة عن هيكل عادي وفرامل يدويه وكراسي لاتمت الى الراحة بأي شكل من الاشكال لانها كانت مجرد غرض للتنقل بالاضافه الي ان في ذلك الوقت كانت شوارع هادئة ولا تزدحم بالناس والسيارات ولذلك كان الفرد يستخدم سيارته الى فترات طويلة ومع مرور الوقت والتكنولوجيا وظهور الانترنت وازدحام المدن واتساع المساحات ووجود اماكن ترفيهيه متعدده خارج حدود الزحام وهي ما اقصد بيها المدن الجديدة والمولات والكمبوند هذا مما أدي بنا الحال إلى ما لا يمنع الاعتراف بأن ما سنراه حاليا يتعدى مفهوم السيارات التقليدي إلى مرتبة التحف الفنية التي يمكن لأعيننا أن تتفحص تفاصيلها أو انحناءات بافتتان ورغبة غريبة في تملك واحدة
أصبحت السيارة وسيلة للتباهي فكلما كبر منصب من يقود السيارة طالما اصبحت السيارة اكثر رفاهية وأمان ووسائل الترفيه بجميع اشكاله اصبحت الان السياره هي منزلك الثاني وبمرور الوقت انشغلنا طوال اليوم مما يجعلنا نستخدم سيارات معظم الوقت مما لاشك فيه ترتب عليه تكدس رهيب في عدد السيارات في الشوارع بل أصبحت أكثر مما يسيرون على اقدامهم رغم ارتفاع أسعارها وعدم إمكانية الحصول عليها بسلسلة إلا أنها انتشرت بشكل كبير تلك الأيام ولا نستطيع ان نقول انها مجرد وسيلة نقل بل أصبحت من ضمن أساسيات التي يجب ان يتوفر فيها كل وسائل الرفاهيه وسبل الامان والراحه
فبعيدًا عن فئات السيارات المألوفة في شوارع أي وكل مدينة حول العالم، والتي تترواح بين 25 إلى 100 ألف دولار، هناك تلك السيارات الفارهة التي لا يضاهيها في فخامتها وسرعتها إلا أسعارها الفلكية التي تدور لها الرؤوس نحن نتحدث هنا عن فئات تبدأ من مليون دولار فما أعلى بكثير، وفي الحقيقة لا أجد أي سبب قد يدفع أحدهم لدفع هذا المبلغ المخيف في سيارة مهما بلغت فخامتها أو كمالياتها.
أنت في النهاية من يجلس خلف مقود السيارة لي يتيبس ذراعاك وسقاك من الحركة والضغط المصاحبين لأي تجربة قيادة تقليدية تقول إنك ستجلس في المقعد الخلفي لأنك ستحصل على سائق خاص هذا أفدح في رأيي مع السيارات الغارقة في الفخامة التي سنراها حاليًا، يجب أن يدفع أي سائق خاص كي ينال امتياز قيادة سيارة دفعت ملايين الدولارات لامتلاكها ليقودها هو مجانًا هذا جنوني وغير مقبول في رأيي، لكن يبدو أن الثراء الفاحش يغير مفهوم المجتمع بشكل ما، لذا سيظل الناس يبحثون عن الافضل والاحدث دوما بدون نهائية ولا توقف اصبحنا في عصر كل ساعه يحدث جديد وتظهر مفاجأة ووسائل رفاهية اكثر واكثر وما على المواطن سوى الاجتهاد ومحاولة مواكبة هذا التقدم الرهيب