ميلاد الفنانة شادية :-
ولدت الفنانة الراحلة شادية فى 8 فبراير 1931 ولقبها النقاد والجمهور بدلوعة السينما، واسمها الحقيقى فاطمة أحمد شاكر، قدمت خلال مسيرتها الفنية التى قاربت 40 عاماً، حوالى 112 فيلماً و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة، وتعد من أبرز نجمات السينما المصرية وأكثرهن تمثيلاً فى الأفلام العربية، فضلاً عن قاعدة عريضة بين الجمهور العربى.
دخول شادية عالم الفن و السينما :-
ظهرت الموهبة الفنية على الفنانة الكبيرة في سن مبكرة، وهو ما دفعها للدخول عالم الفن من باب الغناء، إلا أن الأمر قوبل بالرفض من قبل والدها، الذي حذرها من هذا الطريق، كما حذر شقيقتها الأخرى التي أرادت أيضًا دخول الوسط الفنى.
عناد “شادية” جعل قصتها تختلف كثيرًا عن شقيقتها التي سلمت بالأمر الواقع، حيث لجأت شادية إلى حيلة ذكية لتقنع والدها بالأمر. اتفقت شادية مع “جدتها” خلال وجود أحد المطربين الأتراك في منزل عائلتها، والذي كان صديقًا شخصيًّا لوالدها، على أن تناديها لتغني أمام جميع الحضور، وهو ما حدث بالفعل لتبهر الجميع.
وحصلت شادية على مبتغاها، ونالت إعجاب الفنان التركي الذي ساعدها في بداية مشوارها الفني وعلمها كيفية الغناء، بل وأوصلها للمشاركة في أول أفلامها وهو “أزهار وأشواك”.
اول سلم النجاح في حياة شادية:-
بعد حصولها على أول بطولة فنية كانت في فيلم “العقل في أجازة” أمام محمد فوزي وتحقيقه نجاحًا كبيرًا، توالت عليها الأعمال الخفيفة بعد ذلك، لتشتهر شادية بلقب “دلوعة الشاشة”، وتشترك في نحو 90 فيلمًا من 112.
خلال السنوات العشر الأولى من حياتها الفنية. إلا أن بعض النقاد قال إنها نجمة الأعمال الخفيفة، وأنها لا تمتلك الموهبة الكافية، بل وصفها البعض بالوجبة الخفيفة للجمهور التي لا تضر ولا تفيد.
و قال الأديب الكبير نجيب محفوظ عنها في أحد الحوارات إنها فتاة رقيقة تمثل الجمال والخفة، لكنها لا تصلح لتمثيل رواياته لعمقها الذي لا يناسبها، وهو ما أثارها لتنتفض وتحاول إثبات النفس.
نجحت بالفعل الفتاة العنيدة مجددًا وكسبت الرهان بعد تمثيلها 4 أفلام من روايات نجيب محفوظ، وهي اللص والكلاب، زقاق المدق، ميرامار، والطريق، وهو ما أبهر نجيب محفوظ وجعله يغير رأيه، وبات ذلك واضحًا في حواراته الصحفية.
اصابة شادية بمرض الموت ” السرطان “
وقفت شادية لأول مرة على خشبة المسرح لتقدم مسرحية ريا وسكينة مع الفنانة سهير البابلي، إلا أن هذه المسرحية كانت هي التجربة الأولى والأخيرة في تاريخ المسرح بالنسبة لها.
وحققت شادية نجاحًا ملفتًا في هذه المسرحية، إلا أنها أصيبت بمرض السرطان أثناء أداء المسرحية واعتزلت بعد ذلك بفترة قصيرة. توجهت شادية إلى أمريكا، بعدما اكتشفت خلال تقديمها المسرحية أنها مصابة بسرطان الثدي.
حيث استأصلت أحد ثدييها، ثم عادت لتصوير آخر أفلامها “لا تسألني من أنا”، وبعد ذلك قررت الاعتزال لتتفرغ للأعمال الخيرية وللتوعية من مرض السرطان.
إلا أن هذه السيدة الملهمة، حتى السرطان لم يستطع الانتصار عليها، ليس هذا فقط بل تبرعت شادية بشقتها لتصبح مركز بحوث للسرطان.
الشيخ الشعرواي و مقابلته مع شادية :-
ذهبت شادية لأداء مناسك العمرة، لتقابل هناك الشيخ الشعراوي بالصدفة، حينما نزلت شادية من “الأسانسير” ليدخل الشيخ الشعراوي ولم يتعرف عليها، لكنها قالت: “عم الشيخ أنا شادية” فرحب بها، فقالت: “ربنا يغفر لنا”، فقال لها: “إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء”.
وعندما قررت الاعتزال، سألت شادية عن منزله فى الحسين مما كان نقطة تحول فى حياتها، حيث أقبلت على الصلاة وقراءة القرآن، حتى إنها قالت في أحد حواراتها إنها تنتظر قيام الليل بفارغ الصبر، لأنها تجد فيه المتعة فى رحاب الله.
وفاة شادية : –
توفت الفنانة شادية عن عمر يناهز 86 سنة في الــ 28 من شهر نوفمبر سنة 2017 بمستشفي الجلاء العسكري بعد صرعها مع المرض لاكثر من شهر ، وسط حالة من الحزن الشديد بي الوسط الفني و جموع الشعب المصري، و تُودى أسرة الفنانة الراحلة شادية صلاة الجنازة على جثمانها، غدا الأربعاء، بعد صلاة الظهر من مسجد السيدة نفسية.